ان الله سبحانه وتعالى ماارسل الرسل الا (وماارسلنامن قبلك من رسول الانوحي اليه انه لااله الا انا) أي لنشر رسالة التوحيد, بأن لايكون في قلوب الناس الا الله,فلا خوف ولا حب الالله سبحانه,ولوتأملنا على عجل آخر ثلاث انبياء, فموسى عليه السلام ارسل ليحرر قلوب بني اسرائيل من خوف فرعون وطاعته,حتى حررهم من طغيانه واصبحوا عبيد لله(لايخافون لومة لائم)حتى لما فرعون هددهم(لأقطعن ايديكن وارجلكم) قالوا (انا الى ربنا منقلبون) ,وبعدين بني اسرائيل عبدوا الاسباب المادية’يعني مافي مسبب نعتمد ونتوكل عليه لأن كل حاجه لها سبب لوعملته يحصل مرادك, فانزل الله عيسى بدون وجود الاسباب الرئيسية ,فخلقه بدون اب ليعلموا ان الله هو المسبب وتتحرر قلوبهم من الاسباب,ومضت الايام حتى اصبح الناس ياخذوا الاصنام والقبيلة وامور ثانية آلهة تطاع, فجاء نور العالمين ابي القاسم الامين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ليحرر قلوب الناس من كل شيء سوا الله,فلااصنام ولاقبيلة ولاعروبة تسيطر على القلوب,فقط الله رسوله هم من يمتلكون القلوب واصحابها وفي الحديث_حتى اكون احب اليك من نفسك,وعندما فهموا الصحابة هذا المعنى اصبحوا جبالا راسخين يحملون هم تبليغ هذا المعنى للعالم حتى عندما سئل احدهم لماذ جئتم قال
(لنحرر الناس من عبادة النا الى عبادة رب الناس)
أي حتى تصبح قلوبهم تحب الله وتخافه وحده ولامكان لغيره في قلوبنا,ومضت الايام حتى جاء العصر الحديث وامتلئت الدنيا بالفتن والملهيات واصبح هناك امور كثيرة قد تسكن في القلب فتنافس حب الله(ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ) منها الاهتمام بجمع المال والاراضي,الحصول على منصب,والشباب اغلب مايسكن قلوبهم حب النساء او الكورة وقد تحدثت في المقال السابق(الشاب اللي مصاحب وبن القيم) عن تعلق القلب بالنساء,وفي هذا المقال سيكون الحديث عن تعلق القلب بالكورة بشمولية,يعني ان تكون الكورة لها الاولوية والخانة الكبيرة في القلب,يعني ماخذه الجزء الاكبر من حياة الشاب,متابع الدوري الاوروبي,والاسباني والانجليزي والايطالي,واسماء اللعيبة ميسي وسيرجيو راموس والمدربين واعمارهم وحياتهم يعني الكورة مسيطرة على قلبه وبهذه السيطرة تتحرك حياته في اتجاه الكورة,وقال رسول الله (ان الله ينظر الى قلوبكم) وقال تعالى(الا من اتى الله بقلب سليم),
ولهذا يحتاج هذا القلب ان يتحرر من الكورة ليصرف وقته وحياته لله وخدمة الدين وفي الحديث(لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن شبابه فيم افناه)قال بعض العلماء ان الحساب سيكون بالثانية ايش حنقول وقتها كنا بنتابع مباريات الريال والبرشا,فالقضية خطيرة وتحتاج وقفه مع النفس وقرارات شجاعة,وهذه بعض الحلول اخي الحبيب لتحرير القلب من كل مافيه سوا الله:
1-الدعاء والاستغاثة بالله(اللهم اقطع تعلق قلوبنا بكل احد الابك)
2-قرائة اسماء الله الحسنى ومعرفة معناها ,فالتعرف على الله بأسمائه والتفكر فيها يعظم مكانة الله في القلب حتى لايدع مكان لغيره.
راجع سلسلة اسماء الله الحسنى لمحمد راتب النابلسي سمعية ومقروئة))
2-معرفة الهدف الذي خلقنا الله لاجله وهو تبليغ الرسالة واخراج الناس من الظلمات الى النور,وان الدنيا فترة قصيرة ينبغي ان نستفيد منها لبناء الآخرة
(راجع كتاب راغب السرجاني رسالة الى شباب الأمة,كتاب محمد موسى الشريف اثر المرء في دنياه,عجز الثقات,التوازن والتنازع في حياة المسلم)
3-اشغال النفس بالامور المهمة وترتيب الاولويات,مع وجود اهداف نعيش لأجلها,ونفسك ان لم تشغلها بالوقت شغلتك هي بالباطل(الشافعي رحمه الله)
(راجع كتاب فقه الاولويات للقرضاوي,والاولويات لستيفن كوفي)
4-معرفة قيمة الوقت واننا محاسبين على كل ثانية
راجع مقالات عن حال السلف والوقت,كتاب قوة الدقيقة))
وفي الختام هذه مجرد رؤوس اقلام وبين يديك اخي الحبيب كثير من المراجع فالموضوع يحتاج الى جهد وعمل
فهو محور ارسال الرسل,فأسال الله ان لايسكن في قلوبنا الا كل مايرضيه,وان يرزقنا
حبه وحب من يحبه وحب كل عمل صالح يقربنا الى حبه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق